بحـث
المواضيع الأخيرة
دجــــــــــاج
صفحة 1 من اصل 1
دجــــــــــاج
فضيلة ( الفقيه * ) : ( أنا ضد مقاطعة الدجاج , المرء لايستطيع أن يقاطع جزءاً منه ) .
لماذا , نقاطع هذا المخلوق اللطيف , الذي عاش بيننا حلو الحياة ومرّها , الذي تربّع على سدة قلوبنا
طوال سنين ؟ , نقاطع الدجاج ولا نقاطع أعداءنا الذين سقونا كؤوس العذاب أشكالا وألوانا ... !
هل نقاطع قلوبنا , وأقصر الطرق اليها يعمرها الدجاج , هذا الكائن الخرافي المسالم الذي يصنّف من الطيور ولايطير
شغلَ الفلاسفة بجدل بيزنطي قرونا ( أيهما سبق الآخر البيضة أم الدجاجة ؟ ) . قال عنه الجاحظ : ( كبار القوم وسلاطينهم
وأعيانهم يتباهون بالدجاج على موائدهم ) , انقلبت الآية فأصبح الدجاج يزيّن موائد الفقراء ومنتوفي الريش من البشر , فيكون
جهد أحدهم أن يأمر زوجته إن استطاع لذلك سبيلا : ( اطبخي لنا من بنات المؤذّن ), لكن بنات الإمام لايمسهّن سوء ..
كيف ستصبح الحياة في غياب سيد المائدة الأول , طبق اليوم وكل يوم , الماهرات من النساء يعملن العجب العجاب في طبخ
هذا الكائن المسالم , المخلوق الهاديء , يتفنن بمئات الطرق من عشرات الكتب التي جاوزت الأبحاث في مجال العلوم في المكتبات , بيد
أن ( الكبسة ) تبقى فن من لايجيد الفن , بحركة واحدة أو اثنتين تكون وضعت المقادير وبحركة تكون قد انتهت العملية , لكن تعسا لهذا
الزمن ( كل ما قلت هانت , جد علمِِ ( ن) جديد ) , فقد عزّ لحم الضأن والحسيلُ , وها إن الدجاجة سهلة المنال توشك أن تتمنع علي جيوبنا
يكاد المرء يخشى أن ينام بقرب أطفاله جائعا , فيصحو وقد أكل أحدهم في نومه .
أزمة الدجاج ظلت تداعب مشاعر المواطنين ردحا من الزمن , فخوّفونا من فيروس الدجاج , ومادروا أنه فيروس الحب , الذي جعل
قلوبنا تهوي الى موطن ساديا ودو وغيرها من دجاج الخواجات الشهي , لم يكن ذلك أول مريض حب الدجاج قتله , فقد روى الزعفراني
في تأصيل نسب أبي الحصاني , أن الدجاج اختفى من البلدة , غالى الناس بسعره , حتى وصل سعر ( الدياية ) مائة ناقة , فأمر الوالي بإحضار
أبي الحصاني الذي كان يسرق الدجاج , أمر الوالي بجلده ألف جلدة , هذا كان تشريع والي البلدة بسند صحيح عن عبد الحسين بن عبد الرضا .
الوالي ضرب اللص من أجل الدجاج , لكن أبا الحصاني الآن عصيا على الضرب أو الجلد , فكل انسان حر بدجاجه , بل إن ذلك من حرية
التصرف بالدجاج , فله أن يبيعه لمن شاء وكيف يشاء , يستطيع أن يعمل له مهرجان مزايين دجاج أو يشويه على فحمِ مشتعل .
الدجاج ارتبط بالحبل السري للشعوب العربية , أصبحت على رأي عادل إمام ( تأكل فراخ وتشرب فراخ وتلبس فراخ ) , هذا لايمنع
أن نذكر فضائل الدجاج التي لاتحصى . درج عند البشر أن الدجاج طائر جبان , واصبح هناك من يصف بعض البشر بالدجاجة , وفي
اللغة الإنجليزية يقولون تشيكي يعني قلبك في جناحي طائر , لكن هذا غير صحيح , فالدجاج يقأقي كثيرا , هذا يصيب العاملين بمزارع
الدجاج بالصمم من أصواتها وزعيقها ومطالبتها بحقوقها , كما أن الدجاج حين يساق الى الذبح ينتفض ويقاوم , في النهاية
نعم يذبح بعد أن كسب شرف المحاولة , والا ما وصل الى حلوقنا هنيئا مريئا .
عندما مرض المعري , وصفوا له صغار الدجاج ( الصوص ) تطبخ له كحساء عن الحمى أو مرض غامض لم يعرفه الطبيب الفاشل
فقال : ( استضعفوك فوصفوك لي , هلّا وصفوا لي شبل الأسد ) . حكمة الدجاج التي تغيب عن الأذهان أن سبب استمراره الى هذه
العصور المتقدمة , بقاءه رغم كل ما تعرّض له من إبادة واضطهاد هي الاستسلام والقناعة بالعيش , تلك تخالف ما تعتقده الذئاب
من الكرامة , وهاهي توشك على الإنقراض , لكنه الكِبر الذي أخرج ابليس من الجنة . ماضرّه لو رضي بالعيش حارسا للدجاج
كما تفعل الكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات الأليفة والداجنة .
الدجاج يبدو دائما مطأطيء الرأس , قريب من الأرض , قد تجد دجاجةً ترفع رأسها , لكن ذلك لايدوم طويلا , هذا ليس سببا للبحث
عن ( الحب ) بفتح الحاء وليس كسرها , لكنه تواضع العظماء والإنشغال الدائم بالعمل , ينطبق عليه ( مكباَ على عمله ) , لامكبا
على وجهه كالبشر ( عافانا الله وإياكم من الخسران ) .
فضائل الدجاج لايمكن أن نقف عندها بمجرد ( نقرة ) زر , بيد أن فضيلته التي حيّرت هي إصراره على التشبث بخيوط الحياة , فيمكن
لثعلب شرس أن يدخل الى خن الدجاج , مئات الدجاج , فيأكل واحدة أو اثنتين , تبقى بقية الدجاجات تشاهد دون أن تمد يد المساعدة
بل تكمل بقية عملها في البحث عن الحب , فلله ما أشد همته , وأقوى عزيمته , أُكلت زميلتهم أمام أعينهم أم خلف ظهورهم , رغبة الحياة
والتشبث بها ليست مما يعاب في سبيل هدف نبيل وسام كالحفاظ على النوع , بل إن الصبر على ذلك هو من عزم الأمور . نرى أحيانا
الدجاج يعيش في بيئة غير صحية قد لايرى الشمس أو يوضع خلف الشمس في شبوك دائرية أو مربعة وحظائر مغلقة , هذا لايفت في
عزيمتهم ( الدجاج ) ولايرفع الراية في متابعة البحث عن الذرة وما شابه من خشاش الأرض , بل في أحيان كثيرة يتم تغيير الديك المسؤول
عن الدجاجات دون أن يتذمرن أو يبدين إهتماما , لاتجد لديهن الا القبول والولاء المنقطع النظير لأي ديك جديد .
لا عجب لو قام أحد بوضع تمثال كبير في مدخل المدينة لدجاجة بيضاء ناصع بياضها تسر الناظرين , ويخرج لنا من يقول : قاطعوا الدجاج
على رأي القائل : مع نفسك يا حبيبي !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
لماذا , نقاطع هذا المخلوق اللطيف , الذي عاش بيننا حلو الحياة ومرّها , الذي تربّع على سدة قلوبنا
طوال سنين ؟ , نقاطع الدجاج ولا نقاطع أعداءنا الذين سقونا كؤوس العذاب أشكالا وألوانا ... !
هل نقاطع قلوبنا , وأقصر الطرق اليها يعمرها الدجاج , هذا الكائن الخرافي المسالم الذي يصنّف من الطيور ولايطير
شغلَ الفلاسفة بجدل بيزنطي قرونا ( أيهما سبق الآخر البيضة أم الدجاجة ؟ ) . قال عنه الجاحظ : ( كبار القوم وسلاطينهم
وأعيانهم يتباهون بالدجاج على موائدهم ) , انقلبت الآية فأصبح الدجاج يزيّن موائد الفقراء ومنتوفي الريش من البشر , فيكون
جهد أحدهم أن يأمر زوجته إن استطاع لذلك سبيلا : ( اطبخي لنا من بنات المؤذّن ), لكن بنات الإمام لايمسهّن سوء ..
كيف ستصبح الحياة في غياب سيد المائدة الأول , طبق اليوم وكل يوم , الماهرات من النساء يعملن العجب العجاب في طبخ
هذا الكائن المسالم , المخلوق الهاديء , يتفنن بمئات الطرق من عشرات الكتب التي جاوزت الأبحاث في مجال العلوم في المكتبات , بيد
أن ( الكبسة ) تبقى فن من لايجيد الفن , بحركة واحدة أو اثنتين تكون وضعت المقادير وبحركة تكون قد انتهت العملية , لكن تعسا لهذا
الزمن ( كل ما قلت هانت , جد علمِِ ( ن) جديد ) , فقد عزّ لحم الضأن والحسيلُ , وها إن الدجاجة سهلة المنال توشك أن تتمنع علي جيوبنا
يكاد المرء يخشى أن ينام بقرب أطفاله جائعا , فيصحو وقد أكل أحدهم في نومه .
أزمة الدجاج ظلت تداعب مشاعر المواطنين ردحا من الزمن , فخوّفونا من فيروس الدجاج , ومادروا أنه فيروس الحب , الذي جعل
قلوبنا تهوي الى موطن ساديا ودو وغيرها من دجاج الخواجات الشهي , لم يكن ذلك أول مريض حب الدجاج قتله , فقد روى الزعفراني
في تأصيل نسب أبي الحصاني , أن الدجاج اختفى من البلدة , غالى الناس بسعره , حتى وصل سعر ( الدياية ) مائة ناقة , فأمر الوالي بإحضار
أبي الحصاني الذي كان يسرق الدجاج , أمر الوالي بجلده ألف جلدة , هذا كان تشريع والي البلدة بسند صحيح عن عبد الحسين بن عبد الرضا .
الوالي ضرب اللص من أجل الدجاج , لكن أبا الحصاني الآن عصيا على الضرب أو الجلد , فكل انسان حر بدجاجه , بل إن ذلك من حرية
التصرف بالدجاج , فله أن يبيعه لمن شاء وكيف يشاء , يستطيع أن يعمل له مهرجان مزايين دجاج أو يشويه على فحمِ مشتعل .
الدجاج ارتبط بالحبل السري للشعوب العربية , أصبحت على رأي عادل إمام ( تأكل فراخ وتشرب فراخ وتلبس فراخ ) , هذا لايمنع
أن نذكر فضائل الدجاج التي لاتحصى . درج عند البشر أن الدجاج طائر جبان , واصبح هناك من يصف بعض البشر بالدجاجة , وفي
اللغة الإنجليزية يقولون تشيكي يعني قلبك في جناحي طائر , لكن هذا غير صحيح , فالدجاج يقأقي كثيرا , هذا يصيب العاملين بمزارع
الدجاج بالصمم من أصواتها وزعيقها ومطالبتها بحقوقها , كما أن الدجاج حين يساق الى الذبح ينتفض ويقاوم , في النهاية
نعم يذبح بعد أن كسب شرف المحاولة , والا ما وصل الى حلوقنا هنيئا مريئا .
عندما مرض المعري , وصفوا له صغار الدجاج ( الصوص ) تطبخ له كحساء عن الحمى أو مرض غامض لم يعرفه الطبيب الفاشل
فقال : ( استضعفوك فوصفوك لي , هلّا وصفوا لي شبل الأسد ) . حكمة الدجاج التي تغيب عن الأذهان أن سبب استمراره الى هذه
العصور المتقدمة , بقاءه رغم كل ما تعرّض له من إبادة واضطهاد هي الاستسلام والقناعة بالعيش , تلك تخالف ما تعتقده الذئاب
من الكرامة , وهاهي توشك على الإنقراض , لكنه الكِبر الذي أخرج ابليس من الجنة . ماضرّه لو رضي بالعيش حارسا للدجاج
كما تفعل الكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات الأليفة والداجنة .
الدجاج يبدو دائما مطأطيء الرأس , قريب من الأرض , قد تجد دجاجةً ترفع رأسها , لكن ذلك لايدوم طويلا , هذا ليس سببا للبحث
عن ( الحب ) بفتح الحاء وليس كسرها , لكنه تواضع العظماء والإنشغال الدائم بالعمل , ينطبق عليه ( مكباَ على عمله ) , لامكبا
على وجهه كالبشر ( عافانا الله وإياكم من الخسران ) .
فضائل الدجاج لايمكن أن نقف عندها بمجرد ( نقرة ) زر , بيد أن فضيلته التي حيّرت هي إصراره على التشبث بخيوط الحياة , فيمكن
لثعلب شرس أن يدخل الى خن الدجاج , مئات الدجاج , فيأكل واحدة أو اثنتين , تبقى بقية الدجاجات تشاهد دون أن تمد يد المساعدة
بل تكمل بقية عملها في البحث عن الحب , فلله ما أشد همته , وأقوى عزيمته , أُكلت زميلتهم أمام أعينهم أم خلف ظهورهم , رغبة الحياة
والتشبث بها ليست مما يعاب في سبيل هدف نبيل وسام كالحفاظ على النوع , بل إن الصبر على ذلك هو من عزم الأمور . نرى أحيانا
الدجاج يعيش في بيئة غير صحية قد لايرى الشمس أو يوضع خلف الشمس في شبوك دائرية أو مربعة وحظائر مغلقة , هذا لايفت في
عزيمتهم ( الدجاج ) ولايرفع الراية في متابعة البحث عن الذرة وما شابه من خشاش الأرض , بل في أحيان كثيرة يتم تغيير الديك المسؤول
عن الدجاجات دون أن يتذمرن أو يبدين إهتماما , لاتجد لديهن الا القبول والولاء المنقطع النظير لأي ديك جديد .
لا عجب لو قام أحد بوضع تمثال كبير في مدخل المدينة لدجاجة بيضاء ناصع بياضها تسر الناظرين , ويخرج لنا من يقول : قاطعوا الدجاج
على رأي القائل : مع نفسك يا حبيبي !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
حسين عبدالرحمن حسن- عضو متميز
- عدد المساهمات : 191
تاريخ التسجيل : 19/11/2009
العمر : 31
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت مارس 28, 2015 10:19 pm من طرف ابراهيم رضوان
» جروب ثانوية عامة ابو مناع بحرى على فيس بوك
الجمعة أغسطس 22, 2014 1:07 am من طرف محمد عبدالباسط عبدالله
» نتيجة الصف الثانى تيرم 1 عام 2014
الخميس يناير 30, 2014 12:46 am من طرف ابراهيم رضوان
» نتيجة الصف الاول تيرم 1 عام 2014
الخميس يناير 30, 2014 12:22 am من طرف ابراهيم رضوان
» اسئلة روعة فى الجيولوجيا
الأحد نوفمبر 24, 2013 6:39 pm من طرف مجهول لكن معروف
» نتيجة الصف الثاني
الإثنين يونيو 03, 2013 12:50 pm من طرف sayed abeid
» براميل الفيزياء الأميركية
الثلاثاء مايو 14, 2013 9:51 am من طرف حسين عبدالرحمن حسن
» Cool خزعبلاتنا ..
الثلاثاء مايو 14, 2013 9:48 am من طرف حسين عبدالرحمن حسن
» عين توت ليمون
الثلاثاء مايو 14, 2013 9:44 am من طرف حسين عبدالرحمن حسن