السقوط الحر

صغيرا ..حيث كان عالمي الواسع في بيتنا .. لم اكن عندها اعلم بقوانين الفيزياء و الجاذبيه .. ولا اسرار الجسم الانساني
قررت يوما ان اقفز على رأسي من أعلى الدولاب الى السرير ..
تسلقت الدولاب .. واننتصبت واقفا .. إلا اني ترددت قليلا ثم قفزت ..
لكن فطرتي قد دفعت بيدي ان تصل قبل راسي .. ولم ادرك عندها معنى (الانفعال العكسي )- و فشلت المحاوله .
عاودت الكرّه بتصميم اكبر على السقوط على رأسي و دون تدّخل من يدي . ولنفس السبب - فشلت المحاوله .
اخيرا تسلقت الدولاب .. انتصبت -استجمعت كل قدراتي لكبح جماح غريزتي . وتنفيذ المهمه بنجاح .. قفزت _واخيرا نجحت المحاوله ولكن ولسوء الحظ!!
مع إلتواء مؤلم في الرقبه ..
لم يفهم عندها ادراكي الصغير معنى ( الانفعال الانعكاسي )ولا معنى( الغريزه )ولكن شعرت حقيقةً بفضلهما وضرورتهاما ..
ما يحريني السقوط الحر لهؤلاء البشر يوميا ..
يحاربون فطرتهم و يتنكروا لطبائعهم !!
ينسلخوا من انسانيتهم دونما ان يعوا سبب انحطاطهم ..
-كشبه عاريه تنادي بحريتها وتمشي بالاسواق تصعر خدها للناس و ظانة ان الناس كألات او خشب مسنده .. !!
-قاتل مأجور يلبي ما يتلوه عليه مولاه ويقتل الناس ظان انه يؤدي واجب الوطن!!
- واخر يفجر نفسه ويفتن الناس ويدّعي ان الجنة خلقت له .
-و معتوه يأمل في عالم خيالي تسوده الفضيله والعداله ..ظان انه سيكون خالي من المفسدين والمفسدات ..
- وانا_ هذا الذي يحاول ان يعدد اصناف هؤلاء المحضورات .. التي لاتنتهي اعدادهم ابدا
افيـــــــــــــــــــــــــــــــقوا ايها الناس
هل تحتاجون لليّ رقابكم مثلا لكي تفهموا ؟