خوف الاطفال

***تعريف مشكلة الخوف:

حالة انفعالية طبيعية يشعر بها الإنسان وكل الكائنات الحية فى بعض المواقف التى يهدده فيها نوع من الخطر.وقد تظهر هذه المخاوف بصورة واضحة فى سن الثالثة من العمر ، وتتراوح درجاتها بين الحذر ، والهلع ، والرعب.

***ويمكن تقسيم الأولاد من حيث الخوف إلى :

(1)أطفال لا يخافون : وهذا أمر نادر للغاية ، ويرجع عادة لقلة الإدراك،مثل :ضعاف العقل ،أو الصغير الذى لا يفهم ما حوله.كالذى يمسك الثعبان جهلا،أو سهوا ، أو من عدم الانتباه.

(2)أطفال يخافون خوفا عاديا : قد يكون الخوف شعورا طبيعيا يحسه كل من الطفل والبالغ عندما يخاف مما يخاف منه أغلب من فى سنه كالخوف من حيوان مفترس.

(3)أطفال يخافون خوفا مرضيا : وهو خوف شاذ مبالغ فيه ومتكرر أو شبه دائم مما لا يخيف أغلب من فى سن الطفل ، وقد يكون وهميا إلخ.

ً***هناك بعض الأمور التى تسبب الخوف عند الأطفال, ومنها:1- تهديد الأبوين له وتخويفه باستمرار مما يعرضه لمخاوف كثيرة .

2- مشاهدة المناظر العنيفة أو المرعبة,وا ستماعه إلى القصص المخيفة ,وهذا يبين خطورة قصص الجن والعفاريت ,وكذلك افلام الرعب والقصص البوليسية.

3- فقد الحب والرعاية ,حيث تكثر مخاوف الأطفال من فقد أمه أو أبيه,أو فقد الأمن بهجر والده له ,أو انفصال أمه عن أبيه,ومما سيقع عليه من أذى وكراهية وحرمان.

4- الخوف بالعدوى ,فحالات الخوف كغيرها من الحالات الأنفعالية تنتقل من فرد إلى آخر بالتأثير ,فالكثير من الأمهات يظهرن الخوف والهلع أمام أطفالهن ,مثل خوفهن من الحيوانات الأليفة ,فينشأ أطفالهن على الخوف من هذه الحيوانات.

5- المبالغة فى الخوف والقلق من الآباء على الأبناء ,فإذا رأى الصغير على وجه أمه الارتباك وشحوب اللون إذا جرح جرحا صغيرا ,أو وقع على الأرض ؛فإنه سيصاب بالذعر والخوف , وبهذا ينشأ الطفل شديد الخوف على نفسه.

6- البيئة العائلية المليئة بالتهديدات والمشاجرات والخلافات ,التى تزعزع إطمئنان الطفل وتجعله ينشأ على الخوف .

واكثر مخاوف الأطفال شيوعا تكون من الأشياء المحسوسة؛ مثل الخوف من العسكرى او الطبيب ,بينما المخاوف غير المحسوسة تكون أقل شيوعا مثل الخوف من الموت والعفاريت ...إلخ.

وتلك أمور غالبا ما يكون السبب فى نشوئها لدى الأطفال هم الآباء أنفسهم .

ويخطأ الأب والأم عندما يخوفان الطفل من شئ بهدف الضحك والتسلية ,فهذه قسوة لا نظير لها , فما اقبح ان يصرخ الطفل خوفا ,و الأب و الأم يضحكان من خوفه.

*** علامات الخوف:

فى سن الطفل الأولى:فزع على ملامح الوجه وصراخ.

بعد السنة الثانية:صياح،وهروب،ورعشقة،وتغيرات فى ملامح الوجه ،والكلام المتقطع،وقد يصحبه عرق وتبول لا ارادى.

التعرف على مدى تأثير الخوف عند الأطفال بمقارنته بدرجة مخاوف الآخرين:

- الخوف من الظلام طبيعى لطفلا الثالثة ,أما إذا نتج عنه فزع شديد ,وفقد الطفل اتزانه,كان خوفا شاذا فى ضوء التقاليد السائدة

- الحضانة والطفولة المبكرة مرحلة هامة لزرع الشعور بالأمن والطمانينة .

- كبح جماح الطفل فى التعبير عن الخوف ,والضغط عليه لضبط انفعالاته بالتخويف ,يحول دون نموه وجدانيا نحو حياة غنية بالخبرات ,ويؤدى به إلى الضحالة الأنفعالية والأنطواء.

- دفع الطفل فى المواقف التى تخيفه بهدف مساعدته للتغلب على الخوف لا يجدى معه وقد يضره بشدة.

- الطفل الأكثر ذكاء فى البداية يخاف من اشياء كثيرة بسبب نمو مدركاته واستطلاعه لما حوله ,ومع تقدم السن تقل هذه المخاوف غير المنطقية وهناك نوع من الخوف يطلق عليه اسم الفوبياوهذه الفوبيا لها عدة صور منها :

* الخوف من المجهول .

* الخوف من الفشل .

* الخوف من الموت المرتبط بالتهديد .

وعموما الخوف من الأشياء التى لا تمثل تهديدا حقيقيا وفعليا للإنسان فى الحاضر .

***الوقاية من الخوف:

(1) إحاطة الطفل بجو من الدفء العاطفى والحنان والمحبة مع الحزم المعتدل والمرن .

(2) إذا صادف الطفل ما يخيفه يجب على الأم ألا تساعده على النسيان حتى لا تصبح مخاوف مدفونة ,فبالتفهم والطمأنينة وإجابة الأسئلة التى تحيره يستطيع التخلص من مخاوفه .

(3) تربية روح الاستقلال والاعتماد على النفس فى الطفل ... بالتقدير وعدم السخريه وعدم المقارنة .

(4)توفير جو عائلى هادئ ومستقر يشبع حاجاته النفسيه .

(5) إتزان وهدوء سلوك الآباء (بلا هلع ولا فزع) فى المواقف المختلفة خاصة عند مرضه , أو اصابته بمكروه ؛لتفادى الإحاء والتقليد و المشاركة .

(6) مساعدته على مواجهة مواقف الخوف - دون إجبار أو نقد - وتفهمه حقيقة الشئ الذى يخاف منه برقة وحنان .

(7) إبعاده عن مثيرات الخوف (المآتم - الرويات المخيفة- الخرافات- الجن والعفاريت - ....إلخ).

(

عدم الإسراف فى حثه على التدين والسلوك القويم بالتخويف من جهنم والشياطين حتى لا يزيد شعوره بالضيق والخوف .

(9) مساعدته على معرفة الحياة وتفهم ما يجهل , وبث الأمن والطمأنينة فى نفسه .

(10) تنشئته على ممارسة الخبرات السارة كى يعتاد التعامل بثقة وبلا خوف .

(11) عدم قلق الآباء على الأبناء, والتقليل من التحذير وعدم المبالغة والإستهزاء والحماية الزائدة .

***علاج الخوف:

1- إزالة خوف الطفل بربط ما يخيفه بإنفعال سرور (تطبيق قاعدة الاشتراط تطبيقا عكسيا ) .

2- العلاج النفسى بالكشف عن مخاوفه ودوافعه المكبوتة , وتصحيح مفاهمه .

3- العلاج الجماعى بتشجيعه على الاندماج مع الأطفال وتفاعله الاجتماعى السليم .

4- علاج مخاوف الوالدين وتحسين الجو المنزلى .

5- تعاون المدرسة مع الآباء فى علاج الأطفال وعدم استعمال التخويف والضرب فى المدرسة .

6- على الأم أن تعلم ولدها دائما الخشية من الله -عز وجل- حتى يرق قلبه , وتصير التقوى صفة لازمة له , قال تعالى:

{وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى . فإن الجنة هى المأوى} (النزعات :40-41). وقال :{ولمن خاف مقام ربه جنتان }(الرحمن :46).وقال:{قل إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم}(الأنعام :15) ,ولكن عليها أن تحذر من الإسراف فى تهديد طفلها من التخويف والتهديد بالعذاب والنار ,وتدرك أن خوف الطفل من الله وحده يمنع عنه الخوف مما سواه .