قصيدة ألا تبتسمين لفلسطين

الا تبتسمين
يا جورية عطرها الياسمين
الا تبتسمين قليلا
الا تبتسمين
ذات صباح
او ذات مساء
الم يعد حبي اكبر
كما اتذكر
من كل الاجواء
كان حبك لي اكبر
من كل الاشياء

كنت ترين
ذات زمان
نثري شعرا
وصراخي سحرا
وطلبي امرا
والعيش هناء

وصمتي ينطق
وصحرائي بستانا
وفيها الماء والخضراء
ووجهك الحسن
وعبق الازمانا

لا تعبسين بوجهي
لست من
رفع الاسعارا
وهدم الدارا
واثار الاعصارا
لا تتنهدين
لم اهدم سور الصين
ولم اغتال صفاء البتراء

ولم اشرب النهر
او ابتلع البحر
ولم اعلن داحس والغبراء

وهدمت حدائق قلبي المعلقه
في واحات الصحراء
ونسيت اني كنت وما زلت احبك
ورغما عني وعنك لا ينتهي حبك
ونسيت لا دنيا بعد ك
ولا دنيا قبلك
فلا حضارة بعدك
ولا حضارة قبلك

يا جوريتي الحسناء
وتذكرين ان عمري
لا يذكر امام عمرك
لا اتخيله لا اتحمله
الابحضورك
فسروري من بعد سرورك
ومقدوري اين من مقدورك
فكيف احيا من دونك
لا اتخيل رسما للدنيا
ولا اعرف معنى للمعنى
فكوني على شفا قلبي معي
فانا دوما معك
في كل صباح ومساء

لاينتهي من شرايني حبك
عرفت منك الوفاء
وما غدرت بحبك لي
ولكن قولي لي
من سرق البسمة من عمري وعمرك
من اغتال الضحكة من صدري وصدرك
من زرع الفتنة في نحري ونحرك
عودي بالبشر علي وعليك
ودعيك من سماع البغضاء
ياجورية حفت ببلاء وشقاء
وقطع عنها الزاد و الماء
وتركت وحيدة مع ذئب
بوسط الصحراء

لا تحفلي بكلامهم المطرز بالذهب
لا تأبهي بوعيدهم المنمق بالقصب
كل الحكاية ولا عجب
انهم يعتبرونك
سلب لمن سلب
او وهب لمن يهب
او نهب لمن نهب

لا تدعي السخف يفرقنا
اشياء كثيرة تجمعنا
ونواة التمر تكفينا
او حبة زعتر تشبعنا
وجفت الزيتون يدفينا

دعي البسمة تأخذ مجراها
الى عينك الثكلى

وخدك الاحلى
وطيفك الاغلى
وردي الزهرة بوردة لمهديها

ان الهدايا ترد بما يناسب الذي فيها
ان كانت طيبا فطيب رد معطيها
فكوني كما عهدتك الاغلى
عطر الورود واعز من فيها

وان كنت سببا في هذا الحزن

الذي تعيشين
فلا تجلسين
ارحلي
وخذي قلبي معك
او ابقي
ولا تعذبين

واتركي لي بسمة فرح غير حزين
وعند الصباح اريد قهوتي
وبسمة كبسمتي
ونظرة كنظرتي
وقبلة كقبلتي
على شفة فنجان قهوتي

وابقي كما كنت
جورية عطرها الياسمين